امير الحب
عدد المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 24/05/2010 العمل/الترفيه : مهندس
| موضوع: العيد يفتح جراح المبعدين الفلسطينيين الإثنين مايو 24, 2010 11:21 am | |
|
العيد يفتح جراح المبعدين الفلسطينيين [/align]
يكاد يكون شعورهم واحدا، كونه ينبع من معاناة واحدة، فمع كل مناسبة تتجدد آلامهم وأحزانهم، وتتقافز إلي أذهانهم ذكريات حياة قضوها في أكناف مدينتهم التي أجبرتهم سلطات الاحتلال علي مغادرتها قسراً، إنهم مبعدو كنيسة المهد في بيت لحم، الذين ابعدوا إلي غزة وبلدان أوروبية قبل سنوات. ولا تلبث جراحهم تندمل، مع المعاملة الحسنة التي يلاقيها المبعدون في قطاع غزة، حتي تنكشف جراحهم من جديد مع توالي المناسبات، حيث تتفتح الذاكرة عن أهل وأصدقاء وجيران وذكريات تركوها قسراً. ويستعد هؤلاء وهم يقاسون ويلات الإبعاد والتغريب داخل وطنهم جراء سياسات الاحتلال، لاستقبال عيد الفطر المبارك للعام الرابع علي التوالي، دون أي أمل يلوح في الأفق لعودة قريبة بعدما استعدوا غير مرة للعودة بعد وعود لم تتحقق. ويبدي المبعدون سعادة كبيرة كونهم سيشاركون الغزيين الفرحة بأول عيد بدون احتلال منذ نحو أربعة عقود مضت، مارس خلالها الاحتلال شتي صنوف العذاب والمعاناة. وعبر ناجي عبيات 32 عاماً عن فرحته لمشاركة أهل القطاع الطيبين الذين يحسنون ضيافته ويرحبون به كثيراً فرحة استقبال العيد الأول بعد زوال الاحتلال ومستوطنيه من القطاع بعد احتلال واستيطان دام 38 عاماً. ويقول نحن هنا بين أهلنا وفي مدينة عزيزة علي قلوبنا كثيراً خاصة ونحن نشارك أهلها فرحة الإنجاز الوطني بزوال الاحتلال ومستوطنيه، ولما نلقاه ونشعر به من ود وحب صادق وحسن استقبال في كل مكان . ويستدرك عبيات بصوت حزين قائلاً إلا أن ألم الفراق ومأساة البعد وشوقنا الكبير لأهلنا ومدينتنا يبقي ساكنا في قلوبنا يعذبنا ويحول فرحة عيدنا إلي مناسبة حزن نستذكر خلالها لحظات مماثلة أعتدنا علي قضائها مع أحبابنا وأقاربنا . وقال بنبرة حزن أمتزج فيها آلم الفراق بأمل العودة لا زالت أحلم بمشاركة أهلي خاصة أمي وأبي وأصدقائي وجيراني فرحة التهنئة بحلول عيد الفطر، فوقتها فقط أشعر بالمناسبة وفرحتها . ويعتبر عبيات، الذي يعيش في غزة برفقة زوجته وأبنائه الخمسة، واحداً من بين 26 فلسطينياً أبعدتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية إلي القطاع خلال أزمة حصار كنيسة المهد، من مجموع أكثر من 85 فلسطينياً، نفذت سلطات الاحتلال بحقهم ذات الإجراء منذ بدء انتفاضة الأقصي التي اندلعت في الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) 2000، وفي حين أبعد ناجي إلي غزة، أبعد شقيقه إبراهيم إلي إحدي الدول الأوروبية. حاتم حمود 33 عاماً أحد رفاق ناجي في حصار كنيسة المهد ورحلة الإبعاد إلي القطاع، يقول ان مشاعر حزينة تتملكه وهو يستقبل وأسرته العيد المبارك بعيداً عن الأهل والأحبة في بيت لحم. ويقول حمود، وهو أب لأربعة أبناء بهجتنا وفرحتنا بالعيد ناقصة فنحن مبعدون إلي أجل غير مسمي ونقاسي فراق أهلنا وأحبابنا، ومحرومون من أبسط حقوقنا الإنسانية بالعيش بسلام بين أهلنا وفي مدينتنا . ويضيف مضي علي إبعادي قسراً، قرابة الأربعة أعوام، وحلم العودة ثانية، لا زال يراودني كل ليلة، خاصة مع استقبال مناسبة العيد الطيبة والغالية علي قلوبنا والتي لا يمكن أن يشعر بها الإنسان بعيداً عن عائلته وأصدقائه وجيرانه . حمود الذي رغب طويلاً في زيارة غزة، لكن باختياره، فرضت سلطات الاحتلال الإقامة الجبرية عليه في المدينة، ومنعته من رؤية أقاربه والاكتفاء بتبادل المكالمات التلفونية التي لا تشبع من جوع ولا تروي من ظمأ، بل تزيد الشوق والحنين للقاء قريب. وانتهجت سلطات الاحتلال سياسة الإبعاد بحق المعتقلين الفلسطينيين، قبيل انتهاء فترة الاعتقال من سجونها بأيام قليلة، وتحول من يصدر بحقه قرار الإبعاد الظالم صوب زنازين حاجز بيت حانون (ايريز) شمال القطاع، في أوضاع صعبة للغاية، ليتفاجأوا صباحاً بأنهم أبعدوا قسراً إلي غزة. وفي غزة يتبادل المبعدون الزيارات بشكل مستمر خاصة في شهر رمضان لقضاء أمسيات مرحة ولتبادل التهاني بالعيد المبارك للتخفيف من حجم المعاناة التي يقاسونها في الإبعاد القسري. ويقول حمود نحن بين أهلنا نشارك الجميع الحياة تحدياً للمعاناة التي فرضها علينا الاحتلال، ونسعي دائماً إلي اللقاء ببعضنا البعض كمبعدين عاشوا تجربة الحصار المريرة ويقضون معا تجربة الإبعاد القاسية. ولفت إلي صلابة العلاقة الأخوية بين كافة المبعدين، وتمسكهم في بحقوقهم التي وحدتها قضية واحدة، علي اعتبار أن قاسم المعاناة واحد وهو الفراق والحنين للقاء الأهل. وحول تجربة الحصار المريرة يقول لا شك أن حصار الكنيسة لمدة أربعين يوماً متواصلة كان تجربة قاسية ومؤلمة بكل المقاييس في ظل انعدام الطعام والشراب والنيران والقذائف الإسرائيلية التي أستشهد جراءها سبعة من المحاصرين والعديد من الجرحي، والواقع أن التجربة التي وقعت مصادفة حملت لنا فعلاً مأساة لا تنسي . ما أعتبرها حمود مأساة، أكد عبيات أنها انتهت بمأساة أشد وأعظم وقعاً علي المبعدين حين علموا باتفاق السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال علي إبعاد عدد منهم إلي القطاع إلي خارج الوطن. وقال عبيات كنا بانتظار الفرج بفارغ الصبر لكننا لم نتوقع أن نصطدم بهذه التسوية الجائرة التي أبعدتنا قسراً وبشكل مفاجئ عن أهلنا ومدينتنا وفرضت علينا العيش في سجن كبير لا نستطيع مغادرته أبداً. بدوره، يقول حمود: عانيت مع رفاقي في الكنسية أياماً وليالي طويلة، دون أدني مقومات الحياة الطبيعية، حين انتهكت قوات الاحتلال أبسط حقوق الإنسان، دون أي اعتبار لإنسانيتنا أو المكان المقدس الذي احتجزتنا فيه، وبعد أخذ ورد كان حل قضيتنا أحسن المساوئ حين أبعدنا الاحتلال عن ديارنا. وأشار حمود بمرارة كبيرة، إلي مأساة البعد القسري وصعوبته، ويقول: لم أري والدي أو أحدا من أقاربي منذ احتجازي في الكنيسة وحتي اليوم، وأشعر أني نقلت من سجن صغير في الكنسية وزنازين الاحتلال، إلي سجن كبير آخر في غزة. يذكر أن حمود اعتقل لخمس مرات متتالية من قبل قوات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصي، بتهمة الانخراط في صفوف المقاومة، حيث لاقي خلالها اقسي وأشد أساليب التعذيب، التي امتدت في بعض الأحيان لثلاثة شهور كاملة، قبل أن يعاني مأساة الابعاد منذ أربعة أعوام. ووسط انتقادات كبيرة لأداء السلطة في معالجة ملف المبعدين، يتساءل المبعدون بواقع المعاناة والألم عن موعد ذاك اليوم الذي يتمكنون فيه من العودة إلي ديارهم، ونهاية معاناتهم في الإبعاد القسري.
حياكم الله
| |
|