همسة امل
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| موضوع: هكذا انتقل من المسيحيّة إلى الإسلام الأحد مايو 23, 2010 7:36 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا انتقل من المسيحيّة إلى الإسلام
هذه قصّة إسلام السّيّد Gary Miller ، وكان من كبار الدُّعاة إلى المسيحيَّة في الكندَا . وفي أحد الأيَّام ، أراد أن يقرأ القرآن الكريم عَلَّهُ يَجِد فيه بعض الأخطاء التي تُعزّزُ موقفه عند دَعْوَته المسلمينَ إلى الدُّخول في المسيحيَّة .
كان يَتوَقَّع أن يَجِدَ القرآنَ الذي أُنزِلَ منذ حوالي أربعة عشر قرنًا ، كتابًا بدائيّا يتحدَّثُ عن القبائل والصَّحراء وما إلى ذلك . لكنَّه ذهِلَ عندما وجدَ فيه معلومات كثيرة لا تُوجد في أيّ كتاب آخر !
وكان يتوقَّع أن يَجِدَ فيه ذِكْرًا لِبَعض الأحداث العصيبة التي مَرَّ بها النَّبيُّ محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم ، مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها في الوقت الذي كان في أشدّ الحاجة إليها ، ومثل وفاة أغلب أطفاله في حياته : القاسم وعبد الله وإبراهيم ورُقَيَّة وأمّ كلثوم ، ولكنَّه لَم يَجِدْ شَيْئًا من ذلك !
واحتار عندما وجدَ سورةً كاملة في القرآن تُسمَّى سورة مريم ، فيها تشريفٌ لها عليها السَّلام ، لا يوجَدُ له مثيلٌ في كُتُب المسيحيّين ولا في أناجيلهم ! وفي المقابل ، لَم يَجد سورة واحدة باسم عائشة رضي الله عنها ، زوجة النَّبيّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ، ولا باسم ابنته فاطمة رضي الله عنها .
واحتار أكثر عندما وجد اسمَ النَّبيّ عيسى عليه السَّلام ذُكِر خمسًا وعشرين مرَّة في القرآن ، بينما لَم يُذكَرْ فيه اسم محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم إلاَّ أربع مرَّات فقط .
وأخذ يقرأ القرآن بِتَمَعُّن أكثر علَّه يَجِدُ مَأخَذًا عليه ، فاسْتَوقَفَتْهُ آية عجيبة ، هي قول الله تعالى : { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا 82 } (4- النّساء 82) .
يقول Gary : لا يُوجَد أيُّ كاتب في العالم يكتبُ كتابًا ثمَّ يقول : هذا الكتابُ خالٍ من الأخطاء . بينما الله تعالى تحدَّى كلَّ النَّاس أن يَجدُوا أخطاء في القرآن ، وأعلنَ أنَّهم لن يَجِدُوا .
ومن بين الآيات التي توقَّف عندها Gary أيضًا ، قول الله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ 30 } (21- الأنبياء 30) .
يقول Gary : إنَّ هذه الآية هي بالضَّبط موضوع البحث العلمي الذي حصلَ على جائزة نوبل سنة 1973 م ! كان الموضوع عن نظريَّة الانفجار الكبير ، والتي مُلَخَّصُها أنَّ الكون كان كُتْلَة واحدة ثمَّ انْفَجر ، وتكوَّنتْ مِن هذا الانفجار الكواكبُ والنُّجوم . والآية تَنُصُّ فعلاً أنَّ الكون ، بِمَا فيه من سماوات وأرض وكواكب ، كان رتقًا ، أي مُتماسِكًا ، أي كُتْلَة واحدة ، ثمَّ تفتَّق ، أي تَفَكَّك !
توقّف Gary أيضًا عند قول الله تعالى : { وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ 210 وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ 211 إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ 212 } (26- الشّعراء 210-212) ، وقول الله تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 } (16- النّحل 98) .
يقول Gary مُعلّقًا على هذه الآيات : إذا كان القرآنُ قد تَنزَّلتْ به الشَّياطينُ على محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ، كما ادَّعى بعضُ الكفَّار سابقًا وكما يدَّعي اليومَ بعضُ النَّاس من الدّيانات الأخرى ، فهل من المعقول أن تُوحِي الشَّياطينُ بكتابٍ إلى محمَّد وتقول له أن يكتبَ فيه : وما تَنزَّلتْ به الشَّياطين ، وما يَنْبَغي لهم ، وما يَسْتَطيعُون ؟!
بل أغرب من ذلك : تطلبُ منه أن يَتعوَّذ بالله منها قبل أن يقرأ هذا الكتاب ، وتصف نفسها بأنَّها ملعونة ؟!
وتوقَّف Gary أيضًا عند قول الله تعالى : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ 1 مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ 2 سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ 3 وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ 4 فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ 5 } (111- المسد 1-5) .
يقول Gary : أبو لَهَب المذكور في هذه السُّورة كان يكرهُ الإسلام كُرهًا شديدًا ، إلى دَرجَة أنَّه كان يَتْبعُ محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أَيْنَمَا ذَهَب لِيُشَكّكَ في كلامه . فكان إذا رآهُ تكلَّم إلى أُناسٍ غُرَباء ، يَنتظرُهُ حتَّى يَنتهي من ذلك ، ثمَّ يذهبُ إليهم ويسألُهم : ماذا قالَ لكُم مُحَمَّد ؟ إن قالَ لكُم هذا أبيض ، فهو أسْوَد ، وإن قالَ لكُم هذا لَيْلٌ ، فهو نَهار !
وقبل عشر سنوات من وفاة أبي لَهب ، نزلتْ هذه السُّورة لِتُعلِنَ لكلّ النَّاس أنَّ أبا لَهب سيكونُ من أهل النَّار ، أي أنَّه لَنْ يُسْلِمَ أبدًا ! وسمعَ كُفَّارُ قُريش هذا التَّحدّي ، وسَمعَه أيضًا أبو لهب . وخلال عشر سَنوات كاملة ، كانت الفُرصة سانِحَة أمام هذا الرَّجل لكي يُبطلَ هذا التَّحدّي ، بأن يَقف أمام النَّاس ويقول : محمَّدٌ يَدَّعي أنَّني لَنْ أسْلِمَ أبدًا وسأدخلُ النَّار ، ولكنَّني أعلنُ الآن أنَّني أريدُ أن أدخُل في الإسلام ! فما رأيُكُم ؟ أليس محمَّدٌ كاذبٌ في ما ادَّعاه من أنَّني لن أسلم ؟!
لكنَّ أبا لَهَب لَمْ يَفعلْ ذلك ! وخلال عشر سنوات كان بإمكانه أن يُسلِم أو أن يتظاهر بالإسلام ، ولكنَّه لَمْ يَفْعَلْ ، وماتَ كافرًا كما أعلنَ القرآن ! فأن يَضعَ محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم هذا التَّحدّي ، ليس له إذًا إلاَّ مَعْنى واحِد ، وهو أنَّ القرآنَ وحيٌ من عند الله الذي يعلَمُ الغيب ، ويعلمُ أنَّ أبا لَهب لَنْ يُسلِم .
ومن بين الأمور التي أدهشتْ Gary أيضًا : أسلوب القرآن في سَرْد الأحداث الغيبيَّة . فهو يَسْرد الحدَث ، ثمَّ يُعقّبُ عليه قائلاً : لَم تكن تَعلمه من قبل .
مثال ذلك : يقول الله تعالى في قصَّة مريم عليها السّلام : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ 44 } (3- آل عمران 44) .
ويقول تعالى في قصَّة النَّبيّ نوح عليه السَّلام : { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ 49 } (11- هود 49) .
ويقول تعالى في قصَّة النَّبيّ يوسف عليه السَّلام : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ 102 } (12- يوسف 102) .
يقول Gary : لا يُوجَد كتابٌ مِمَّا يُسَمَّى بالكُتب المقَدَّسة ، يتكلَّم بهذا الأسلوب . فالأناجيل المحرَّفة الموجودة لَدى المسيحيّين مثلاً ، عندما تسردُ قصص القُدامَى تقول : الملِكُ فلان عاش هنا ، والقائد فلان خاضَ المعركة الفلانيَّة هناك ، وفُلان كان له عدد كذا من الأبناء ، أسماءهم فلان وفلان ، إلخ .
بينما القرآنُ يَسردُ المعلومة ، ثمَّ يقول لك : إنَّها معلومة جديدة ، بل ويطلبُ منك أن تتأكَّد من صِحَّتها إن كنتَ في شَكٍّ من ذلك !
وقد كان قومُ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم يسمعون هذا التَّحدّي وقتَ نزوله ، ولَم يَحدثْ أبدًا أن قالُوا أنَّهم يَعرفون هذه المعلومات أو أنَّهم يعرفُون مصدرها .
هذه إذًا بعض التَّأمُّلات في القرآن الكريم ، والتي دَعت السَّيّد Gary إلى التَّحوُّل من المسيحيَّة إلى الإسلام ، فالحمدُ للَّه ربّ العالمين أن شرح صدرهُ لهذا الدّين العظيم .
(نقلاً ، مع تصرّف بسيط في سرد القصّة ، عن موقع طريق الإسلام | |
|